ترك الشهوات لله -وإن أنجى من عذاب الله و أوجب الفوز برحمته- فذخائر الله وكنوز البر ولذة الأنس والشوق إليه والفرح والابتهاج به لا تحصل في قلب غيره، وإن كان من أهل العبادة والزهد والعلم ، فإن الله سبحانه أبى أن يجعل ذخائره في قلب فيه سواه ، وهمته متعلقة بغيره، و إنما يودع ذخائره في قلب يرى الفقر غنى مع الله ، والغنى فقرا دون الله ، والعز ذلا دونه ، والذل عزا معه ، والنعيم عذابا دونه ، والعذاب نعيما معه.
وبالجملة :
فلا يرى الحياة إلا به ومعه ، و الموت و الألم والهم والغم والحزن إذا لم يكن معه.
فهذا له جنتان :
جنة في الدنيا معجلة ، وجنة يوم القيامة